2019-11-18, 12:44 PM
|
|
خطبة عن الاستغفار
أما بعد ::
فيتعدد حشر الخلق، ويتباين ويختلف عرضٌ البشر والناسِ يوم القيامة
فمجموعات من الناس يأتون ووجوههم كالحة، عليها الظلمةُ والسواد
وآخرون يأتون وتظهر على مُحيَّاهم الكآبةُ والإحباط
وآخرون يأتون محملين بأوزار غيرهم، بينما يأتي أناس أخرون يوم القيامـة وهم في غايةِ السرورِ والحبور
في غايةِ الفرحِ والبهجة، في غايةِ الابتهاجِ والغبطة، في غايةِ السعادةِ والمرح
إضافةً إلى الثواب الجزيل والأجر العظيم والرحمة والمغفرة والعتق من النار، والسلامة من العذاب
الذي يُمنحونه من رب العزة والجلال سبحانه.
أتدرون من همْ؟
إنهم المستغفرون؛
قال عليه الصلاة والسلام كما روى ذلك ابن ماجه ومسند البزار من حديث عَبْدَاللَهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ:
قَالَ النَبِيُ صلى الله عليه وسلم: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا»،
وفي المعجم للطبراني عن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من أحب أن تسره صحيفته، فليُكثر فيها من الاستغفار".
وأَولى من يُستغفَرُ لهم الوالدان تأسيًا بالأنبياء، وطاعةً لله عز وجل؛ حيث قال:
﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الاستغفار للوالدين ينفعهما فقال:
"إن الرجل لتُرفع درجته في الجنة
فيقول: يا رب أنى هذا؟
فيقول: باستغفار ولدك لك".
فعليكم بالاستغفار يا عباد الله، أكثروا منه في بيوتكم، وعلى موائدكم وعلى فُرشكم
وفي طرقكم وأسواقكم وسياراتكم، وأينما كنتم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة
وليكن الاستغفار ماحيًا للذنوب والخطايا محققًا للسعادة والرخاء للفرد المسلم والمجتمع المسلم والأمة المسلمة
جالبًا لخيرات الأرض وبركات السماء
ليكن الاستغفار سلاحًا يُصَدُّ به تسلُّطُ الأعداء ومنكرات السفهاء والأمراض المعدية، والزلازل والفيضانات وسائر الابتلاءات،
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وباركْ على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين
وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين
ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين
وعنا معهم بمنِّك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|