إن الشمس تغرب والقمر يأفل والنجوم تغور والأنهار تنضب والأزهار تذبل والشباب ينصرم ريعانه والحادي يكل والأجساد تشيخ والأعسان تعفوها الرياح والمشاعر تتبدل والذكرى يغمرها طوفان النسيان والنعيم يزول والدنيا تفنى أما حبكِ يا لحن الخلود التي أعزف لها أعذب ألحاني وأشجاها على ندرتها منذ الطفولة فخالد بقلبي لا يفنى ولا يبيد لأني وأيم الله أشعر بلذة الحياة وأتنسم أنسام السعادة لأنكِ مقيمة بقلبي لا تبرحينه تجلين شجنه وتبعثين أنسه وسروره وتجددين أمله .
غيمة حبكِ
هطلتْ غيمة حبكِ الممطرة على بيداء قلبي القاحلة فاهتزتْ وربتْ وأنبتتْ شجرة جذورها الصدق وأفانينها الإخلاص وأوراقها السمو والنقاء وثمارها الخلود وأضحتْ آمنة من رياح التقلب والتغير ولن أنساكِ يا لحن الخلود حتى ولو أبدل قلبي بقلبٍ آخر فالدماء في جسدي التي سيضخها القلب يسري فيها حبكِ الذي استحوذ على شغاف قلبي واندمج مع الروح وتأصل .
كم وددتُ
كم وددتُ لو اجتمعنا تحت شجرة أيكٍ في بستان أفيح وارف الظلال متفتح الأزهار جاري الأنهار مغرد الأطيار فتحتسين الشاي وأحتسي من رضابكِ ما يُنسيني ألم النوى وليال السهاد ثم تقضمين كعكة ثم تناوليني إياها وقد علق بها بعضاً من شهد رضابكِ وعبق أنفاسكِ مع بسمة تعلو محياكِ تفتر عن لآليكِ الغر فأتناولها ترياقاً لنأي طال أمده وسط السعادة التي تكتنفنا .
سأحملكِ
سأحملكِ بين ذراعي كما يحمل الأب الشفيق ابنته , وسأقبلكِ كما يقبِّل الحبيب الواله حبيبته , وسأعانقكِ عناق المتيَّم التقى من تيَّمته بعد طول نأيٍ حتى ينبض قلبكِ يمين صدري وينبض قلبي يمين صدركِ .
من هناك
من حيث لحن الخلود
الى حيث سأحملك
الى حيثك
سرقتني هذه الكلمات بل حملتني بكما ستحملها
وأعادتني خمسون عاماً ، وغيبَتني عن خريفي العامر بالإصفرار
وجعلتني ادندن بـ " ألا ليت الشباب يعود يوماً "
لتصير ارضي هنا مرويةً بسُقيا من ينابيعِ أبجدياتٍ زمزمية
وكيف لا والمتحدث هنا والقائل هو الـ عزيز نفسٍ ، وللأبجد عزيزُ
رسالة إن قلت فاخرة ساكون مقصراً ، ولغة إن قلت رصينة سيكون التقصير أكثر وأكبر
فبأيِّ الشهادات أكون قد أوفيت حقها ، ولا أظن أن هنا في جعبتي شهادةٌ بها تليق
" وتالله لستُ بمجاملٍ "
انحناءة هيبات الأبجد فاضلي
وعظيم تقدير وكثير احترام
لشخصك / حرفك / قلمك
وختمي والتنبيهات والنجوم
والمكافأة المستحقة
وكلها لا ولم ولن تفي
محبة