2018-07-29, 04:15 PM
|
#8
|
-
هنا.
تركتُ بقايا طفولتي.
و أوصد الباب مع الأيام.
غاب صوت جدتي.
و تلاشت أصوات تضارب الصحون وقت الغداء.
لم نعد نرى الـ(بحاري) أو الـ(هريس) المميز.
كبر أيمن.
و أحمد.
آيات.
عبدلله.
و جميعنا. يا جدتي.
لم نعد. نجتمع. كما كنا.
لا لم نعد نجتمع ابدًا. لو تعلمين.
أتذكرين المروحة الهوائية؟
التي كانت بوسط الصالة.
و نحن جميعًا. نتمنى. أن نكبر. لنطالها.
كان السعيد منا من يستطيع لمس خيوطها الاثنين.
في الأسفل.
و كنتِ تصرخين بنا: احذروا.
صوت الأرنب في كارتون (عالم خزز)
الذي يُعرض في تلفزيون قطر و تجمعنا حوله.
مبهورين بذكائه و حكاية (السلحفاة و الارنب) لا تغيب عن بالنا.
قولي لكِ: أحبك أكثر من ما الارنب يحب الجزر.
ثم تضحكين. تقتربين مني. تمسحين على رأسي.
لأمسك جديلتك. المربوطة بالريحان. و المشموم.
المشموم مثله. الذي غطى قبركِ قبل احدا عشر. سنة.
رحمكِ الله.
|
|
اللهم أجعل خيرهم بين عينهم وشرهم تحت قدميهم وخاتم سليمان بين أكتافهم فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم.
|
|