مي زيادة

الأديبة الراحلة مي زياد التي رثاها العقاد في هذه الأبيات هي مي زيادة، الأديبة والشاعرة اللبنانية الشهيرة. العقاد كان شديد التأثر بمي زيادة، وقد عبّر عن حزنه الكبير لوفاتها بهذه الأبيات الرثائية المليئة بالأسى والحزن. أبيات عباس محمود العقاد هذه في رثاء مي زيادة كُلُّ هَذَا في التُّرَابَ؟ آه مِنْ هَذَا التُّرَابَ وَيْكَ مَا أَنْتَ بِرَاد مَا لَدَيكَ أَضْيَعُ الْآمَالِ مَا ضَاعَ علَيكَ عبّرت عن الأسى والحزن على فقدان مي زيادة، حيث كان يرى في وفاتها خسارة لا تعوض للأدب العربي. **مي زيادة** (1886–1941) هي واحدة من أبرز الأديبات والشاعرات في العالم العربي خلال أوائل القرن العشرين، وهي شخصية أدبية أثرت في الثقافة العربية وأسهمت بشكل كبير في الحياة الأدبية في مصر ولبنان. وُلدت في الناصرة بفلسطين لأب لبناني وأم سوريّة، وعاشت في بيروت ثم انتقلت إلى القاهرة حيث حصلت على شهرة واسعة. مسيرتها الأدبية مي زيادة كانت تُعتبر من أرقى الأصوات الأدبية في زمانها، وكتبت في العديد من الأنواع الأدبية مثل الشعر، المقالات الأدبية، والقصص القصيرة. تأثرت بالأدب الغربي، وتحديدا الأدب الفرنسي، لكن أسلوبها كان مزيجاً من الفصاحة العربية واللمسات الأوروبية. أهم أعمالها: - **"في صالون مي"**: وهو مجموعة من مقالاتها الأدبية التي نشرتها في الصحف والمجلات. كانت تعتبر صالونها الأدبي في القاهرة مركزًا مهمًا للكتاب والمفكرين. - **شعرها**: مي كتبت العديد من القصائد العاطفية والفلسفية التي تعكس عمق تجربتها الشخصية وتصوراتها عن الحياة والحب والموت. - **مقالات صحفية**: كانت من الكتاب الصحفيين البارعين في فترة العشرينيات والثلاثينيات، وتناولت في مقالاتها مواضيع ثقافية وأدبية ودينية. حياتها الشخصية حياة مي زيادة كانت مليئة بالألم والخسارات الشخصية. فقدت والدتها في سن مبكرة، كما شهدت رحيل عدد من الأشخاص الذين كانوا مهمين في حياتها، مثل جبران خليل جبران الذي ارتبطت به عاطفيًا، رغم أنه لم يبادلها نفس المشاعر العاطفية. عاشت مي فترة طويلة من حياتها في عزلة نسبية، وكانت تُعبّر عن حزنها في كتاباتها، مما جعل أدبها محملاً بالكثير من الوجد والآلام الوجودية. كما شهدت فترة من الاضطرابات النفسية في أواخر حياتها، حيث عانت من المرض النفسي والعزلة. علاقتها مع الأدباء: مي زيادة كانت قريبة من العديد من الأدباء المشهورين في عصرها، مثل الأديب عباس محمود العقاد، حيث كانت بينهما علاقة صداقة وتقدير متبادل، ولكنها كانت أيضًا محور حديث وجدل حول العلاقة العاطفية بينهما. وقد رثاها العقاد بكلمات مؤثرة بعد وفاتها، معبرًا عن أسى عميق لخسارة هذه الشخصية الأدبية الاستثنائية. وفاتها: توفيت مي زيادة في 17 أكتوبر"تشرين الأول" 1941، وكانت قد عانت من عدة أمراض جسدية ونفسية في سنواتها الأخيرة. ورغم أن حياتها كانت مليئة بالحزن والفقدان، إلا أنها تركت إرثاً أدبياً غنياً يعكس قوتها الفكرية وعمق مشاعرها. مي زيادة تعتبر واحدة من أبرز الأسماء في الأدب العربي المعاصر، وما زالت أعمالها تشهد على عبقرية قلمها وإحساسها المرهف.