أحاسيس خريفية-الورقة الثانية

أحاسيس خريفية الورفة ألثانية كان الوباء في أشده، كنا نجهل عما يحدث داخل المستشفيات، حتى والدي لم يكن ينقل لنا الأخبار أو ربما لم أكن موجودة حينها لا أذكر... صدمت من اكتظاظ الغرف والأقسام. حتى الممرات تعج بالمرضى. مريضين في سرير واحد، روائح كريهة تنبعث من المكان، الموت يخيم في العنابر. عشرات الوَفِيَّات في اليوم الواحد... طبعًا كنت أحضي بمعاملة خاصة، غرفة منفردة برفقة سيدة في أوج شبابها. كانت حامل. بطنها كبير، ربما في الشهور الأخيرة من الحمل. أحت المقتصد، قالت الممرضة. سوف تنتبه عليك وبدورك ترافقينها، حاولي عدم التَّجْوال في الممرات.، هناك حالات خطرة جدًا... والمكان ملوث بامتياز… لحظات وسوف نحقنك بالمصل. والمضادات الحيوية، رتبي أغراضك وأستعدي... ثم أغلقت الباب وانصرفت… بعفوية الصبا اقتربت من السيدة أسألها إذا كانت الحقنة بالوريد مؤلمة. ابتسمت بصعوبة وقالت هي الوخزة الأولى فقط. ثم لا شيء بعد ذلك… ثم أغمضت عينيها واستسلمت لتأوهاتها المكبوتة. فهمت أنها لا ترغب في الحديث معي، غيرت ملابسي وقبعت في سريري انتظر الممرضة والحقنة في الوريد.... لست أدري لماذا أتذكر كل هذا اليوم.؟ عدت مرة أخرى لمحاولة قراءة الوصفة المرفقة بعلبة الدواء دون جدوى... أنا متيقِّنة أنني لست أهلوس. فالشريط يمر أمامي بوضوح كأنه يحدث الآن... اااوووف!!!! ما زلت أشعر بالتوتر… هذا عنادي المزمن السبب الرئيس في تعبي. قلت انتظر عودة ابنتي حتى تقرأ لي الوصفة. أيضًا لما ما اتصل بالطبيب استفسر منه عن الموضوع مباشرة.؟ قال أيام وتكوني بخير، لقد مر أسبوعًا وأنا مقعدة وطريحة الفراش.... كان صوت الدكتور في طرف الخط ساخرًا مني. قال تعبت.؟ قلت. مللت، تعبت من قلة الحركة. ليس بمقدوري ممارسة أبسط وظائف الحياة. وأيضًا شريط حياتي يمر أمام عيني بأدق التفاصيل هل هذا طبيعي.؟ قال، سيطفو كل ما كبتِهِ على السطح، هكذا تتخلصين من كل الأعباء الملقاة على عاتقك.... هذا التعب من وراء انخفاض مستوى الأدرينالين من دمك. جسمك مسمم من وراء هذا الهرمون، أيام قليلة وسوف تعودي لحالتك الطبيعية. لا تفكري بإيقاف العلاج. سمعت.؟ انتبهي على نفسك واتصلي متى أردت فقط لا تتوقفي على العلاج. قلت شكرًا على مضض.، لأني ما أحب الاستسلام...... الشعور بالغثيان أمر مزعج جدًا... مازال طعم المذاق المر عالق بذاكرتي من مخلفات الوباء والحمل أيضًا… تختلف الأسباب والمرار واحد... لم تكن حبات العنب طويلة المفعول تمامًا مثل ملاعق المربى والعسل الذي كنت أتناوله طيلة مكوثي بقسم الأوبئة... قدمت الممرضة بعد فترة تجر عربة محملة بالقناني الزجاجية وكمًا هائلاً من الحبوب كان قلبي يخفق من شدة الخوف، شعرت برغبة في الهرب. كان الحمام ملجأي الوحيد في الوقت الحالي. تأخرت قدر المستطاع حتى دقت علي الباب وكأنها اكتشفت، لؤمي… قالت لا تحركي ذراعك يجب أن أمسك الوريد. شرايينك جِدّ رقيقة وهشه أغمضت عيناي وكتمت أنفاسي تمامًا كما تفعل تلك المرأة أمامي. تكبت تأوهاتها المتشنجة... كانت زجاجة المحلول صفراء تشبه عصير المنحة... قالت الممرضة. نامي حاولي أن تنامي. سوف أتفقدك من وقت لآخر..... سحبت الغطاء على وجهي اختبئ من منظر المريضة جانبي وأنينها الخافت.... أعتقد أنها ليست على ما يرام... يتبع #سميرة

أغاريد ,ندى الزهر ,همس المشاعر ,البراء و 5 آخرون معجبون بهذا

المختار ,العنقاء ,الغيداء ,معتز ,احمد حماد

قصة مؤثرة، تحمل مشاعر مؤثرة تُجسد واقعًا صعبًا ومريرًا، حيث الخريف ليس فقط في الطبيعة بل في النفوس أيضًا. يتغلغل الوباء في تفاصيل الحياة اليومية، وتصبح الغرف المزدحمة والممرات المليئة بالمرضى رمزًا للفوضى الداخلية التي تعيشها راويتنا د.سميرة. من خلال الوصف الدقيق للمشهد والمشاعر المختلطة، تمكنت كاتبتنا من نقلنا إلى أجواء الخوف والتوتر والارتباك. هناك عمق في التناول خاصة في تصوير اللحظات الصعبة والانعكاسات النفسية التي تمر بها الشخصيات. الوارفة/ د.سميرة مبدعةٌ كما دومًا، وأبدعتِ في نسج نص قصصي ينبض بالحياة رغم مرارة الأحداث. قادرةٌ على إيصال الألم والمشاعر الإنسانية بدقة وصدق لتجعل المتلقي يعيش التجربة بكل تفاصيلها. وأسلوبك العفوي والسلس يحمل معه عمقًا لافتًا، ويُشعِرنا بتأثير الوباء ليس فقط على الجسد، بل على الروح أيضًا. تقديري والاحترام الكثيرين والختم والتقييم والنجوم الخمس والتنبيهات والمكافاة المستحقة.

ِسميرة معجب بهذا

تم المنح
و
النشر هنا
https://x.com/AhmadFonxe/status/1836363989686632660

ِسميرة معجب بهذا

حروفي لن توفيك حقك مهما كتبت أو وصفـــــت مـــدى أعجابي بروعة تلك الحروف الرائعه
وكلي احترام وتقديـــــــر لشخصك الســامي
تحيــه صادقه أزفها لك من أعماق قلبي
فلك الــــود حتــــى ترضين

ِسميرة معجب بهذا

ما اجمل ما يعزف قلمك من كلمات تعبر عن كاتبه مميزه
ابحث عن جديدك دوما
فاتمنى الا تحرمينا من كتاباتك الجميله
تحياتي يا غلا

ِسميرة معجب بهذا

ماشاءالله عليكِ د. سميره
وصف وسرد سلس في روايتكم
فحالات الانتظار والمرض والتعب
تؤدي الى انهاك الروح البشريه
انتظارا لما يحدث من امور غير
متوقعه عافاكم الله ذكريات
تؤلم الروح عند تذكر المعاناة
سلم اليراع والمداد ودوما في
انتظار روائعكم فاضلتي
التقييم والشكر الجزيل لحرفكم الراقي

ِسميرة معجب بهذا

كلمات في قمة الابداع
طرحت واطلقت رصاص من الابداع
دمت ودام عطائك
دائما بأنتظار جديدك الشيق
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك

ِسميرة معجب بهذا

يادكتوره يادكتورة
احداها بالهاء والاخرى بالتاء المربوطة
ماأسعدني وأنا قادر
على أن استبدل الألم الذي تحتويه أوراقك
بسعادة جاءتني من روعة احساسك
ومن قدرتك الفائقة على السرد
والربط بين الاحداث
واستدعاء الذكريات
ومن ثم ادخالها الى عالمك الخاص
المكتظ بالمفردات
ومن ثم تخرجيها لنا على هذا الشكل الرائع الراقي .
سأبقى دائما بانتظار
هذه الأوراق الخريفية ( الخضراء والمزهرة )

تحياتي وعبق الورد
البراء

ِسميرة معجب بهذا

يا لها من كلمات
عانقت الروعة و لامست الجمال
عندما يتم اختزال أكبر كم من المشاعر
و طيه بين الحروف
فهذا هو الإبداع
أشكركِ على زخات العطر التى نثرتيها علينا
فى تلك الأمسية الرائعة كروعة
حضوركِ و قلمكِ
دمتي متألقة
أغادرُ متصفحكِ البهى
و أنا أصفقُ لكِ عاليا"
حرفك الراقى دوما يُطربُ مَسامِعى
تحيتى إليكِ و تقديرى و احترامى

ِسميرة معجب بهذا

أصدقائي الرائعون
رسالة شكر وعرفان أطيرها لكم لوقوفكم بجانبي دوماً
فلو غبتم عن ناظري يوماً فأنتم في القلب
سأذكر كم دوما بخير الخير
فقد كنتم هنا لي خير عون وسند
محبتي لكم جميعا