بعدما نُزعت الاقنعة المنافقة المتصهينة من وجوه اخوتنا لمصافحة محتلين الارض العربية الاسلامية المقدسة تحت حجة "السلام" أو كما احب تسميتها بـ " الاذلال" حان الوقت لدحض ما اشاع مؤخرًا حول "الفلسطينين باعوا القضية" الذي غُسلت العقول به مؤخرًا و خاصة في اكثر التطبيقات تأثيرًا على الرأي العام و هو التويتر، حيث هناك من قال "فلسطين كانت لليهود قبل المسلمين" و هنالك من قال " نص الذين باعوا القضية هم فلسطينيون ، وهناك فلسطينين منتشرون بجميع صحف العالم لكسب المال والحياة الكريمة ، السلم ليعشوا فلسطينين الداخل بسلام"
حسنًا ، دون التطرق إلى جذور المسألة. حيث انني سأكتُب هنا اليوم من جانب انساني. فقط. فـ وسم "يلا تطبيع" الذي اجتاح "تويتر" هذه الايام بدأ يُصبح كابوس لي. من وجود ايادي صهيونية في اراضينا. أو قول "خبير سياسي" ان كانت لنا مصلحة في اقامة علاقة مع اسرائيل فلن نستأذن احد في ذلك" أو قول الصحيفة الاسرائيلية "يديعوت احرونوت" ان بلادي ستُدنس بالقتلى المغتصبين.
قبل البدء. اكتب ردي هذا. ردًا على رئيسهم. نتنياهو. الذي قال
" اكبر عقبة امام توسيع دائرة السلام ليست زعماء الدول التي تحيط بنا
بل هي الرأي العام في الشارع العربي الذي تعرض
على مدار سنوات طويلة لدعاية عرضت اسرائيل بشكل خاطىء و منحاز"
و هُنا سأرد بـ "الدعاية الخاطئة" عبر "دعاية صحيحة"
من لسان صحفييهم و رؤسائهم؛ لاضاءة الرأي العام. - الذي كمم افواهنا قسرًا-.
لكن سؤال؟
هل أصبح المثل العربي "انا و اخوي على ابن عمي"
"انا و ابن عمي على اخوي؟"
دعكم مني. فالصوت العربي اليوم لا صوت له.
لذا أجزء ما أشعتموه في ثلاث اجزاء. استنادًا على "ابناء عمكم سام"
أولًا: فلسطين كانت ارضٌ لليهود قبل المسلمين؟
قبل ان ارد على هذا الاتهام.
هل تعرف موشيه ديان أو "القاضي موسى"؟
صاحب "اتفاقية السلام بين اسرائيل و مصر"
اقرأ عنه يا صديقي فلابُد انك مولع بالسلام. كثيرًا.
قال في خطاب بمعهد التخنيون في حيفا لليهود
" لقد جئنا إلى هذا البلد الذي كان العرب توطنوا فيه، ونحن نبني دولة يهودية.. لقد أقيمت القرى اليهودية مكان القرى العربية. أنتم لا تعرفون حتى أسماء هذه القرى العربية وأنا لا أتكلم؛ لأن كتب الجغرافيا لم تعد موجودة. وليست كتب الجغرافيا هي وحدها التي لم تعد موجودة، بل القرى العربية نفسها أيضاً. وما من موضع بني في هذا البلد إلا وكان أصلاً لسكان عرب "
حسنًا؟ هل اقتنعت بهذا أولًا؟ ليس تمامًا؟
اذن اقرأ ما كتب الجنرال عيزر وايزمان مقاله الذي بعنوان "وهم الخطر الديمغرافي في (هارتس) 13/8/197 (( يبرز سؤال اخر ايضًا: ماذا سنقول لاولادنا بعد عشر سنوات؟ و ماذا سنقول للاجيال القادمة؟ كيف سنفسر لهم ان الناصرة و عكا و اشدود و عسقلان - هي مستوطنات لم يثبت ارتباطها التاريخي بالشعب اليهودي - و الذي يبدو منذ الان جوابًا فيه الكثير من النفاق - بأن السبع و اللد و الرملة لنا لاننا غزوناها في 1948 في حين ان الخليل ليست لنا لاننا لم نغزها الا في 1967 فقط؟ ام هل نقول لهم انه عندما غزونا بئر السبع و اللد كانت المدينتان خاليتين؟ عندئذ سيسألوننا و لماذا كانت على هذه الحال؟ سنضظر وقتها الى الاعتراف بانهما كانتا خاليتين لان سكانهما فروا و تحولوا الى لاجئين بينما لم يفر سكان الخليل. هل سنقول لاولادنا بأن حدود الدولة تعينت استنادًا الى كمية الشقاء الذي فرضناه على السكان العرب؟ ))
اظن هذا يكفي لتصحيح معلوماتك.
الكاتب الصحفي الاسرائيلي امنون كابليوك يقول ( مشكلة هؤلاء الذين يضغطون هذه الخطط الشيطانية انهم يتعقدون ان لاسرائيل مطلق الحرية في ان تفعل كل ماتريد هم لا يعرفون ان الفلسطينين سيفعلون كل ما يستطيعون لكيلا يتخلون عن ارضهم و ان اجدى مقاومة من وجهة نظرهم هي التمسك بوطنهم بالارض مهما بلغت شدة مضايقتهم.)
ثانيًا: الفلسطيني باع القضية؟
قبل ان استشهد بالاقوال.
اريد ان اوضح شيء : ماذا لو جاءك شخصٌ
قال ان بيتك جميل سيعمل حارسًا عليك.
ثم طرق عليك الباب يومًا. قال لك: لدي أصباغ جديدة. و حطب جديد.
و اريد ان "اجدد بيتك" . ماذا ستفعل؟
هذا ما حدث اثناء البعثة الفنية 1906 .
حيث تم تطوير الالات. و استدراج الاهالي و ايهامهم بتطوير المزارع و الاراضي.
و في الاصل قضوا ست سنوات في دراسة الاراضي و خصوبتها. 1
اي ما حدث تم غدرًا و غيلا.
ثم اني لم اتطرق إلى
ضيق الخناق. و تحويلك إلى شخصٌ فقير. محسورًا بالضرائب و التدميرات و العجز.
و ايضًا: بعد سقوط الدولة العثمانية
و صعود - حكومة الاتحاد و الترقي- التي 90% من موظفيها في الاصل "إسرائيليين".
و تزيفهم لعقود الملكية و غيرها.
تقول ابنة العم الاسرائيلية عميرة هاس " في الوقت الحالي لا يوجد شخص يستطيع أو يرغب في ذكر حجم الأراضي التي بيعت بالغش والخداع، وما هي نسبتها للأراضي الشاغرة، وما هو عدد المتضررين" تعني الفلسطينين. ـ ."
المؤرخ اليهودي*(راز كراكوتسكينز)*تلك الحقيقة بقوله:*"الحقيقـة أن الجزء الأكبر من أراضي العرب وبيوتهم ومناطق وجودهم انتقلت إلى أيدٍ يهودية...*وذلك كجزء من عمليـة تأسـيـس دولـة*(إسـرائيل)، ويبقى البلد وسـكانه بلا تاريخ."
و ايضًا: منح المندوب السامي اليهودي خلال الانتداب البريطاني الوكالة اليهودية اراضي غير شرعية.
يقول الملياردير هنري فورد "المعادي لاسرائيل" :
"لو عرف العالم حقيقة الأساليب التي مورست لاغتصاب أراضي فلسطين من أهلها في الأيام الأولى من الغزو، والاحتلال الصهيوني، أو لو سُــمح لهذا العالم بمعرفتها، لعمه الســخط والاشــمئزاز، ولا ريب في أن الأساليب كانت تجري بمعرفة (صموئيل) المندوب السامي اليهودي".*
و لا يخفيكم رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق مناحم بيجن قوله في كتابه الثورة " لولا*دير ياسين*لما قامت إسرائيل"
ثالثًا: " هناك فلسطينين منتشرون بجميع صحف العالم لكسب المال والحياة الكريمة"
هل هُناك من شيء خاطىء في هذا؟
لا اعرف و لا احسبنه إلا غيرة طفل لم يستطع الوصول لما وصل له. هذا المجاهد.
لذا ساتجاهله و كأني لم ار.
رابعًا و المُهم: السلام ليحيا الفلسطينين بسلام؟
يوثق التاريخ مذبحة الحرم الابراهيمي في فبراير 1994 حيث استشهد الكثيرون و اصيب الاكثر. فجر شهر رمضان الحرام. و الذي كان منفذها "طبيب" متبختر قال في وصيته
((ليس هناك أيُّ تناقض بين عملي طبيب وعقيدتي التي تربيتُ عليها وأدافع عنها هناك وقت للعلاج ووقت لقتل العرب، إن التعايش مع العرب كذبة كبرى))2
*و لا اعرف كيف نسوا كلمة بن غورون "لو كنت زعيمًا عربيًا لن أوقّع اتّفاقًا مع إسرائيل أبدا. إنّه أمر طبيعي: لقد أخذنا بلدهم. صحيح أنّ الله وعدنا به ولكن في ماذا يمكن أن يهمّهم ذلك؟ ربُّنا ليس ربَّهم. كانت هناك معاداة للسامية، والنازيون، وهتلر، وأوشفيتز، ولكن في ماذا يمكن أن يعنيهم ذلك؟ هم لا يرون إلا شيئًا واحدًا فقط: هو أنّنا جئنا وأخذنا بلدهم. فلماذا يقبلون هذا الأمر؟"
تسغي شيلواخ -عضو حزب الماباي- اي حزب العمل الاسرائيلي سابقًا و الصديق الشخصي ل بن غورون و هو احد زعماء قادة حركة اسرائيل الكبرى قال في صحيفة دافار عام ١٩٦٧ في مقالة تسمى "الحدود غير التوسعية و دعاتها"
ما يلي " ان استمرار وجودهم -يعني الفلسطينين- داخل هذه المناطق يعرض الدولة للخطر كما يعرض طابعها القومي اليهودي للخطر ايضًا اذ لا توجد هذه المشكلة الا بسبب هذا الطابع .. و بوجود كل هذه المصاعب لا حل الا بتنظيم هجرتهم و اعادة توطينهم في البلدان العربية الغنية بالماء و الارض مثل سوريا و العراق"
في الاخير ، الحكومات لا تُمثل الشعوب.
لكن وُجب عليّ الخروج عن صمتي و ايقاظ من كذب شعبٌ بأكمله لينزع ضميره بكل اريحية. أو لإلا يُعرض نفسه. للمهانة و الذل.
لكن صدقني يا أخي. كذبك هذا. ذُل و لا تنسى حديث رسول الله (
ما من امرئٍ يخذلُ امرأً مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيهِ مِنْ عرضِهِ، ويُنتهكُ فيهِ مِنْ حُرمَتِهِ، إلَّا خَذَلَهُ اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيهِ نُصرتَهُ، ومَا منْ*أحدٍ*ينصرُ مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيهِ منْ عرضِهِ، ويُنتَهكُ فيهِ منْ حُرمَتِهِ، إلَّا نصرَهُ اللهُ في مَوْطِنٍ يُحبُّ فيهِ نُصرَتَهُ)
اللهم بلغت. اللهم فاشهد.
1 د.هند امين البديري،
اراضي فلسطين بين مزاعم الصهيونية و حقائق التاريخ ، ص 150
2*الأصولية في اليهودية، عبد الوهاب زيتون، ص327-331*بتصرف.
عضويتي 
السلام مع ابناء العم سام. و حُجج اخرى.
العرض الشجري