مادة ( القوة ) في اللغة تدل على الصلابة و التماسك ويقال في المادة ( قوي الشخص ــ أو ــ قوي الشي يعني صلب و تماسكت أجزائه ) . وهذا يذل على القوة الحسية في البدن . ويقال في الشخص بأنه ( قوية عزيمته ــ أو ــ قوي عقله ــ أو ــ قويت منزلته ومكانته ) . وهذا يدل على القوة المعنوية . وقد وضح لنا القران الكريم في عديد من السور تفاصيل القوة المعنوية و القوة الحسية في البدن .
أولا القوة الحسية في البدن ..
وهي تلك القوة التي منحها الله لا أجسادنا والتي هي مصدرها الصحة والمعافاة و ندعوه دائما بان يحفظها علينا و قد بينها الله تعالى في سورة الروم حيث قال : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَ شَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) . و قال أيضا عز من قائل في سورة القصص ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ) . ويروى إن أباها قال لها : ما علمك بقوته و أمانته ؟ . أجابت : بأنه رفع الصخرة التي لا يطيق حملها إلا عشرة رجال . و أني لما جئت معه تقدمت أمامه ، فقال لي : كوني من ورائي ، فإذا اختلفت علي الطريق فاحذفي لي بحصاة اعلم بها كيف الطريق ، لأهتدي إليه .
ثانيا / القوة المعنوية .. القوة المعنوية هي فضيلة من الفضائل التي يعنى بها رجال الأخلاق و الأدب وذوي الألباب و يشير إليها القران الكريم بمعنى صدق العزيمة و صلابة الإرادة حيث قال تعالى : ( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) . و قال أيضا في سورة البقرة ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) . وهنا المقصود من القوة صدق العزيمة و صلابة الإرادة ..