مرحــبا بكم مليون |
الأُسـرة والمجتمــع والحيـــاة اضاءات على كل ما يتعلق بشؤون الأسرة والطفل والحياة |
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
تأمل نصفك الآخر
قيل: إن التأملَ تمرين هام ومفيدٌ للجسم والعقل والروحِ، إذا مارَسْتَه بطريقة صحيحة فهو يعطيك الشعورَ بالاسترخاء، ويجعلك تتصلُ بنفسِك الطبيعية، ومن ثَمَّ تستطيع التفكيرَ بشكل أنضج. ومع هذا التعريف السهل للتأمُّل، هذه رسالةٌ بسيطة قصيرة أوجِّهُها إلى كلٍّ من الزوج والزوجة في موضوع كثُر الحديثُ فيه من قِبَل العلماء والمختصِّين في الحياة الأُسَرية، ولستُ أكتُبُ هنا جديدًا، إنما أوجِّهُ نداءً، وأرجو سماعه من قِبَل الطَّرَفين. أيها الزوج، أيتها الزوجة، عندما تمرُّ بك الأيامُ وتنقضي السُّنون في بناء الأسرةِ ومواجهة ظروفِ الحياة، وتربية الأجيال القادمة، ما هو شعورُكَ؟ هل تُحسُّ بالمتعةِ والسعادة أو بالضَّجرِ والملَل والإرهاقِ النفسي؟ قبل الجواب على هذا السؤال، انظُرْ إلى نفسِك وتأمَّل: هل أنت أيها الزوج أو أيتها الزوجة ما زلت ذلك الشَّخصَ في بدايةِ الزواج من الحيويةِ والحماسِ في دَفْع عجلة الزَّوجية، والاستعداد التَّام لبناء الأسرةِ والمحافظةِ عليها! مِن الطبيعيِّ أن تفتُرَ همةُ الإنسان مع مرور الزمن في أي أمرٍ يقوم به، لكن لا ندَع هذا الشعور يؤثرُ على أنفسنا، وعلى طريقةِ التعاملِ مع الطَّرَف الآخر، ونبدأ بالخصومة والمُشاحَنة معه. عندما ترى أيها الزوجُ تقصيرًا أو خطأً مِن الزوجة في أي أمرٍ من الأمور، قِفْ مع نفسِكَ قليلاً ولا تُطبِّق عقابًا، أو تُثِرْ جدلاً، وتظهر غضبًا، أو تُحدِث كرهًا، وإليك قولَ النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم: ((لا يفرَكْ مؤمن مؤمنةً، إن كرِه منها خُلقًا، رضي منها آخَرَ))، ومعنى: ((لا يفرَكْ)): لا يمقُت ولا يسخَط. فيجبُ عليك أن تتأمَّلَ وأن تبحثَ عن سببِ وقوعها في الخطأ أو التقصير وتأمَّلْ وقتَ حصول هذا، فللإنسان ظروفٌ زمنيَّة ونفسية تُوقِعُه في عدم التركيز في واجب غيره والقيام به؛ فطبيعة تركيب المرأة وتفكيرها وما تتعرَّضُ له في بدَنِها ونفسها يوقِعُها في هذا الأمر، فتنبَّهْ ولا تتعجل! وأنتِ أيتها الزوجة، عندما يُغضِبك زوجك، ويقصر في واجبك، أو تتعرضين لكلمة جارحة أو نقد حاد، قِفِي بنفسك قليلاً، وتأملي حالَ الزوج عند فِعل ذلك العمل الشائن أمامك ولا تُبادليه نَقْدَه بالنقد والسخرية، وسياسة الكيل بمكيالين، وأعطِيه فرصةً للتَّنفيس عن شعورٍ معين أو غضبٍ داخلي، سبَّبه له الروتين اليومي في الحصول على المعيشة اللازمة لكم والصدام مع الناس في أماكن العمل، وفي الطريق، إلى آخره. من منغِّصات يتعرَّض لها ربُّ الأسرةِ في حياته اليومية، ولتكنّي له عظيمَ الاحترام والتقدير استجابةً لحديثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحد لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجِها)، وهذا الحديث يبيِّن عِظَم حق الزوج، فامتثلي وتقيَّدي به. فقط تأمَّل وتأمَّلي، ولا تتسرَّعْ في أيِّ تصرف، وليكن الحِلم سيدَ الموقف في أي مشكلةٍ تحدُثُ بينكما وحاوِلوا التخلُّق به ومعرفةَ أنه صفةٌ محبَّبة لدى الخالقِ سبحانه، إضافة إلى أنه سبب للتفهُّم وحلِّ المشكلات كما جاء في القرآنِ الكريم قوله تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]. وما جاء في السنَّةِ عندما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأشجِّ عبدِالقيس: ((إن فيك خَصلتين يُحبهما الله: الحِلمُ والأناةُ)). اسمَعوني من أجل استمرار العقد الفريد بينكما. وللحفاظِ على بقاء المودَّةِ في وسط مملكتِكما. وفَّق اللهُ كلَّ زوجينِ إلى مرضاتِه، وألَّف بين قلوبِهم، وأصلَح بينهم. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الكل) الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 4 | |
, , , |
|
|