مرحــبا بكم مليون |
"⊱⊱⊱ ركــن التعــبير الحــر لمدوناتكــم المفتوحــة⊰⊰⊰ ⋘ غذاء الروح والذهن .... اشتعالات واشتغالات ونبض سوامق حروفكم ⋘ |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
خَريفْ ..
مَرَّتْ أعوامٌ على الكتابة .. ليس بيدي سوى قلمي وَ أحرُفٍ وليدة اللحظة أحتاجُ إلى كِميَّةِ منَ الأُوكسجين وَ الكثيرُ من الخريفِ العَاري لتتحمَّل أيها القلم وَ أصغِي لسنِّ وَ حِدَّةِ الكتابة .. انتبه ! فِي دَقيقةٍ مَا سَتنهالُ كالمَطر وَ فِي دَقيقةٍ أُخرى تَضُمُّ الهواء إلى رِئتيك . في البداية .. أُريدُ أنْ أرتشفَ قَهوتي فِي هَذا الليل الذي يُشبهُ خَريطةَ الأرض وَ أحصُد مَا ذَهبَ مِنِّي إنِّي أُخاطبُ المُسافرين إلى غاباتِ اللوز و أبدأ بِمعاشرةِ الغريب قَبلَ الكلام ! كانَ علي أنْ أسحبَ من أسفلِ كلامي حِواراً خفيفاً لعلَّني ألُفُّ حولَ مِعصمي جواباً تَقليديَّاً لا مَنطقيَّاً ! لأتقيَّدَ فِي خُروجي إليهم حَاملاً حقيبةً كَبقيّتهم أفترضُ أنَّني سأضيعُ كأيِّ شَيءٍ عَادي لنْ أكُونَ ثَقيلاً , فُزجاجةُ الياسمين قَدْ تَكسَّرت بالإضافةِ إلى شَهاداتي وَ الأغلب كُلَّ أعمالي أأركضُ فِي هَذا العام الجديد أمْ انتظر عِندَ شَاطئ البحر هَارباً مِنْ مَا أنا عليهِ ؟! أحتاجُ إلى وقتٍ لأستخدمَ بهِ الحديثَ الأدبي وَ طاولةٍ مُستديرةٍ بِموسيقى تحفيزيَّة مِن حَولي أشخاصٌ وَ لأوَّلِ مَرَّةٍ أُطالبهم بالحديث لا أُريدُ أنْ أرقُصَ بعيداً مع الحَسناوات أولمْ تُشاهِدُونني ؟ حيثُ الشعُور الذي لا يَزالُ مُتماسكاً بي أنَّ هنالكَ شخصٌ ما يُصفِّقُ لي , لا لا لا أراني سِوى ذَلِكَ الطويلُ الشَاحبُ جداً الذي يَرتدي جَورباً طَويلاً .. بهِ من الأشكالِ الهندسيَّة مَا يَكفي و فِي جيبي تُفاحاً يَرغبُ أنْ يَمُوت أحببتهُ لأنَّهُ رَغِبَ أنْ يَكُونَ صَديقي هَيئتهُ المُؤثِّرة في صُورةِ الذُبول يَهبني شعوراً سَلبيَّاً .. يَربِطُني بهِ علاقةً رُومانسيَّة ثُمَّ ذلكَ الراديُو الذي يُهديني أغانٍ كَأنني مَدعوٌ لحفلةٍ تنكريَّة ! أينَ الخيمُ أيُّها المُسافرُون ؟ هل أُرتديت ثَوبَ الفقد ؟ إنَّهُ اليومُ المِثالي , أُحِبُّ عَتمةَ الليل وَ أُفضِّلُ الآه وَ بإعتقادي أنني أنصحُ وَ بشدَّةٍ سِلسلةَ الآلام كتبتُ ذاتَ مَرَّةٍ عن امرأةٍ قَصيرةٍ وَ بكلِّ صَراحةٍ لمْ تَقرأ مَا كَتبت حتَّى أنَّها لمْ تُجِب علي وَ لو بِرَدَّةِ فعلٍ بَسيطة تَعجبَّتُ من تَشابُكِ أناملها وَ فعلتُ مَا كانَ عليَّ فعلهُ أنْ أُهديها خاتماً وَ أُغنيةً و ورقٍ بِالكادِ كُتبَ بِالفحمِ لنْ أُفسِّرَ عن ذلك اللحنِ , فَاللُغةُ أصعبُ من بوحِها . سأعودُ في وَسطِ ذلكَ الجُمهور فكَّرتُ في الباصِ الذي كانَ سببَ وُقوفنا حتَّى السائق ذهبَ خلف البحر وَ الليل لينسى مَاضيهِ , وَ لعلَّهُ فَرَّ من لحنهِ أيَّاً كنت , قدْ سَاهمتَ فِي طَرفِ المساء لسببٍ مَا شَاهدتهُ يفُرُّ مِراراً مُنذُ عثرتُ عليه ! خُذ مِنِّي أيُّها السائق قِيمَ المَاضِي وَ دُستوراً من الذبول بِألفِ ألمٍ وَ شكلٍ تَفكَّكَ بأشهى عناصرهِ لمْ يَعُد لِوجودكَ أيُّ معنى .. يا أصدقائي معاً نصنعُ الرغيف وَ الأغنية التي تغفو بها الأعشاب و الماء الفقيرُ أنتَ مثلي تَغيبُ عن الفقراء وَ تُعتِّقني بِرائحةِ الأحلام الغَائبة لو أنَّني نبشتُ ما بِقلبي لمسستُ شيئاً من عالمِ الورق حتَّى النبض الذي لا يرتدي خُفيَّهِ يَسيرُ في القلبِ حافياً يَطرقني بِدفئهِ رُغمَ صِغرِ قلبي ! أجلْ ! بإمكاننا أنْ نكونَ كالموعدِ الذي ينمُو كالقمحِ فِي حُلَّةِ نُموِّهِ قُوموا بالنداء إلى غايةِ العُمق ليظفرَ بنا حُلكةَ الظلام لستُ أُحاصِركُم بلعنةِ التشاؤم أوْ الاكتئاب لأنني لمْ أبدأ بسيدتي .. تلكَ المُحافظِة على جُسورِ اللوز التي تَسرقُ شَوارعَ آهاتي , وَ تَخيُّلاتِ الأطفال اتركُوني أُكمل مَا سَقطَ منِّي فهيَ كَالوسادةِ وَ أنا المَطارُ إليها وَ الأنشودةُ المُغتالةُ فِي أوصالها كَي يَتبقى من عُمري فِي عشقِ صَوتها لا مَوعداً وَ لا كَلاماً .. فقط الشوقُ المَحمُولُ فِي تِرحالي وَ الهبةُ من السماء تَكفيني . لو تَعلمُوا كم من اليماماتِ زَرعتْ في عُشِّ قلبها عُمراً لَغفرتُ لإنصاتي خلفَ أبوابها كَثيراً كَثيرا حاولتُ أنْ أصفها / فعجزتْ لأنَّ القلبَ عندما تحدَّثَ .. فَرحَ فِي غبضتهِ ! وَ طالَ الفراف بَا رِفاق , لأنَّ الذكريات لا تَمحُو لا تَشدُو و لنْ تَغيبَ عن المَدى بَل تُبقي أطيافها فِي العينِ . حدِّثُوني عن دفءِ الربيع فالعُمرُ يَكبرُ كلَّ شَمسٍ مَا أنْ يَسقطَ من الكفيّنِ ليسَ كَسقوطِ الحائطِ المَكسُور لأنَّ في كُلِّ تأخيرٍ يَنوحُ المَدى وَ تَركلهُ الرياح بِشدةٍ في نفسِ الوقت رُبما ابتعدتُ عن ما يَجُولُ في داخلي وَ تجاوزتُ قٌضبانَ الصدرِ في أشياءٍ قدْ تَعثَّرت على طَريقي وَ استوحيتُ من الذبولِ بِضعَ كلماتٍ مُعتقلةِ الأزلِ , فأعذرُوني أربعُ لحظات : 1/ بحجمِ الذرَّة وَ عِلمها وَ وزاياها وَ أناقةِ حُدودها هيَ أسيرةُ لحظاتك كُلما لملمتَ ما تبعثرَ من الرُوح وَ خرَّ في القلبِ أمانٍ وَ أكثرَ من لغةِ الشتات فأنتَ في مَركبِ الشقاء . 2/ أنتٌم في منطقةٍ تَشبهُ طِينةَ أجسادِنَا دَعُونا من أحاديثِ الوصلِ وَ خَوضِ طَريقِ الضياع لأنَّ المسافات التي وُجدت لنا هِيَ آثارُ أجدادنا كَذلكَ القطارِ المهجُور بِلا خَيالٍ حتَّى أفرغَ رُكابهُ بلا تَرددٍ ! وَ تذكرُوا كلامي .. لستُم في الحياةِ سِوى لغايةٍ مَا فأبدأوا في تفصيلِ حياتكم , و أكثروا في التفتيشِ عمَّا ضاعَ من قِطعِ قلوبكم . 3 / بُوصلةُ عُمري وَ خُطوطِ أحلامي / أُبتلَّتْ بِالماء أشعرُ أنَّني في بلادِ التيه و صنعتُ من الصوفِ مَا يَنفضُ من قِدَمِيْ لستُ كَتلكَ العجوزِ التي تَبرعُ في تَطريزٍ مَا لكنَّني رأيتُ خُشونةَ مَلمسها لأجدَ فِي عينها الحادَّةِ تَفاصيلَ دَمعٍ وَ انتظاراتٍ كَثيرة كُنا لحظتها و تَمنيَّتُ أنْ أكُونَ ثلجاً لأذيبَ ما بِها . 4/ بِصفةٍ مَا وَ لا أُبالغُ في استثنائيَّاتي كُلَّ المُسافرين بِوردهم وَ هداياهِم وَ هَمسهم وَ بالأخصِّ التنهيدة لنْ أضعَ نِقاطاً أوْ أنْ أتعدَّى قَوانيناً لمْ تُلدْ بلْ اهترَئتْ ! استمعوا إلى مِذياعِ عُقولكم وَ لا تَتشردُوا كَالبَاذنجانِ !! كُلاً مِنكم يَشبهُ نَفسهُ حتَّى لو شُهِقَ وَ سَحقها بِزفرةٍ آنية ! نُقطة وَ انتهى أنا في لحظةِ الشيبِ .. أُغلى كَإبريقِ الشاي ليصبحَ ناراً وَ يَلسعُ مَذاقَ اللسان مَاذا فعلت ؟ لا أودُّ أنْ أتسبَّبَ في ثورةٍ ما أوْ أنْ أتظاهرَ باللاعقلانيَّة إنني متلذذُ في حياتي لأخترعَ ما أُحسِنُ من فصلي المتأنق هَذا ليسَ فِكراً أو إحدى اشتهاءاتِ الوعي لكنِّي أُفسِّرُ معادلاتي وَ اتجرأ على ورثةِ الفيزياء و أُعطي ما بالكيمياءِ من هيدروجين وَ أضعُ ما برئتي من أوكسجين لأمحي ما تبقى من الصُوديوم العالق بحمضِ أناملي قد فَهمتُ الماء وَ وهبتُ للفتاةِ قطعةً من حلوى الشام و اخترعتُ نفسي لأكونَ لوناً .. لربما يتذكرني التاريخُ يوماً أوْ يُطعمونني لإحدى الكتبِ لتلاحقني الأوراق و َتخطفني الأنفاس فَيرمُوني على أرففٍ طرفها غُبارٌ وَ رشفةُ من العطرِ الذي انسالَ بينَ مسائلِ الجبرْ . صَدقُوني على غزارةِ أمطاري لمْ أكتُب ما يَستحقُّ من نَشرٍ ففي الجُنجرةِ وَجعٌ نَاشزٌ من لفافةِ التبع كنتُ طماعاً , فأحببتُ تشريفَ الحَرف مَا يَصدحُ بِداخلي هُوَ حُلمُ طفلٍ نَاشدني في إحدى رِحلاتي وَ لا يليقُ بهِ سوى ثَوبِ الفرح رُغمَ كَهلِ اشاراتهِ وَ اسمهِ الصَاخِب وَ نُضجِ عقلهِ أكتبهُ هُنا حتَّى يقرأني بين سُطوري ختاماً الحرف حيثُ صُراخهِ لا يَرحل وَ الوطن بلا مجدٍ كَرحيلِ مَوتاهِ على أرضهِ . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
(عرض الكل) الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 10 | |
, , , , , , , , , |
|
|