2024-11-15, 12:06 AM
|
|
حين يصمت الحب، "قصيدة نثر"
أتذكر يا حبيبي تلك الأيام البعيدة، عندما كنتَ تُغدق عليّ الهدايا كأنها زهر الربيع، باقات من الألوان تنبض في يدي، عقود وأساور كأنها ضوء القمر، كنتَ تقول لي إنني كنزك، وكنتُ أردّد بصوتٍ غارق في السعادة:
إنك عالمي وكل ما أملك. |
كانت الهدايا فيضاً من حبّك،
أقرأ في تفاصيلها ملامح قلبك،
كلّ قطعةٍ بين أصابعي تهمسُ باسمي،
كأنها تقول: "أنتِ الأثمن في حياتي."
وكنتُ أبتسم حينها،
أعلم أن ما يربطنا ليس حجراً أو ذهباً،
بل خيوط غير مرئية، تربط الروح بالروح. |
**3**
كلّ وردة أهديتني إياها، كلّ قصيدة خطّت بها يديك اسمي، أصبحت أوتاراً خفية تعزف في روحي، حتى حين ابتعدت، ظلّت الهدايا في ذاكرتي.
صدى صوتك، يملأ فراغ الغياب.
|
واليوم، حين لم يعد بوسعك أن تهديني الأشياء البراقة، حين غاب عنك بريق العطاء، أصبحتُ أنا الأخرى صامتة، كأنني فقدت صوتي مع انطفاء تلك الأيام. |
أصبحتُ ذكرى، صورة في الظل،
.
أغفو بين رفوف الذكريات،
.
ترددها الأيام في صوتٍ هامس،
.
"كانت تقول لي أحبك،
.
كانت تبكي شوقاً وحنيناً،
.
واليوم، أصبح الحنين صمتاً،
.
لأن الهدايا ذهبت،
.
ولم يعد لها في يدي شيء. |
|
|