مرحــبا بكم مليون |
الحكمة النورانية (مواعظ إسلامية على حب الله نلتقي |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم مراكز الألم في الجلد
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا{ [النساء: .56
اختار الله سبحانه وتعالى النار عذابا يوقعه بالكافرين، ويقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ''لا تعذبوا بالنار فإنها عذاب الله''. لكن لماذا اختار الله تعالى النار عذابا للكافرين؟ ولأن الحقائق العلمية حول جلد الإنسان لم تكن معروفة عند القدماء من علماء التفسير، فقد اكتفوا بالتلميح إلى شدة العذاب الذي يلقاه الكافرون، فالإمام القرطبي مثلاً يقول في تفسيره: ''فالمقصود تعذيب النفوس وإيلام الأرواح، ولو أراد الجلود لقال: ''ليَذُقن العذاب''، فالجلد مستقبل للألم فقط والغاية هي تعذيب الروح والنفس''. ثم جاء علم التشريح ليكشف أن كل أعصاب الإحساس موجودة تحت الجلد مباشرة فلو احترق الجلد ووصل الكيّ إلى اللحم لما كان هناك شعور بالألم، لأن الأعصاب التي تشعر بالألم موجودة تحت الجلد فقط، فتجعل الإنسان يشعر بالألم وتنقله إلى مراكز الجملة العصبية المركزية (النخاع الشوكي، المُخَيخ، المخ). إن أهم وظيفة فيزيولوجية لجلد الإنسان هو الإحساس بجميع أشكاله، من لمس وحرارة وألم... إذ أنه المستقبل الرئيسي لها. والجلد ليس عضواً ثانوياً، إنما هو عضو فعال وله شأنه الكبير في بقاء الحياة وحفظ صحتها، حتى إن الإنسان ليشرف على الموت إذا ما تعطل من العمل ما يقارب ربع مساحة جلده ولو لم يتأذ ما وراء ذلك من عضلات وغيرها في العمق. وكان قديماً يعتقد أن الإحساس من صفات الجسد بكل أجزائه، لكن علم التشريح الحديث جاء بحقيقة جديدة وهي: أن مراكز الإحساس بالألم وغيره من أنماط الإحساس إنما تتركز في طبقات الجلد الخارجية بشكل أساسي دون بقية الجسد. والألم يحصل لأنه يوجد على سطح الجلد الفسيح ما يدعى بنقاط الحس وهي التي يبدأ منها صدور الشعور وتوافق نهاية الليفات العصبية. وينتقل الحس من تلك النقاط إلى الليفات فالألياف حتى مراكز الجملة العصبية المركزية حيث يكون إدراكها واستبيان دلائلها، فالجلد وحده مصدر الألم والإحساس، حتى إن المريض لا يشعر بالألم عندما يأخذ الحقنة إلا عند دخولها لمنطقة الجلد فقط. وفي هذه الآية الكريمة إشارة إلى أن جلد الإنسان هو المستقبل لأحاسيس الألم، وبواسطته يشعر الكفار يوم القيامة بالعذاب. وعلم التشريح لم يكتشف ذلك إلا في القرن العشرين حيث وجد الأطباء أن في طبقة الجلد مراكز عصبية وظيفتها تلقّي الإحساس بالحرارة شومٍُْ-ْمكمُُِّْ وتحويله إلى إحساس بالألم، ونقله إذا زاد أو نقص عن معدّل درجة الحرارة التي يتحملها الجسم العادي (18-38)، فالحروق الأشد ألماً كما تذكر الموسوعة البريطانية هي حروق الدرجة الأولى والثانية التي تصيب طبقات الجلد دون أن تُتْلِفَها نهائياً أما حروق الدرجة الثالثة التي تخرق الجلد وتتلفه وتصل إلى العضلات والعظام، فألمها وقتي يكون حين الإصابة فقط. لذلك كلما نضجت جلود الكفار أي شويت يوم القيامة في نار جهنم وتوقف الألم يبدل الله لهم جلودهم كي يتجدد الألم وليذوقوا العذاب عقاباً لهم على جرائمهم. فهل كان لمحمد صلى الله عليه وسلم دراية في علم التشريح والأنسجة فاقت عصره حتى جاء بما لم يعلمه البشر إلا بعد أربعة عشر قرناً تلت؟ أم أن هذه آية من آيات الله تشهد أن القرآن كلام الله، فسبحان القائل: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ{. لقد ذكرت الموسوعة البريطانية أنه: ''صنف الأطباء الحروق بالنسبة لعمق التلف والضرر في الجلد إلى حروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة. وفي حروق الدرجة الأولى تتأثر البشرة فقط. هذه الإصابات تتميز بالاحمرار والوجع، وليس هناك بثور، لكن يوجد أقل ما يمكن من الأورام، (الورم نتيجة تراكم السوائل)، في النسيج المصاب، ومثال كلاسيكي على هذا النوع من الحروق، حروق الشمس المعتدلة. أما الضرر في حروق الدرجة الثانية فإنه يمتد عبر مجمل البشرة وقسم من طبقة الأدمة (الطبقة الثانية من طبقات الجلد، تحت القشرة مباشرة). هذه الجروح تتميز بالاحمرار والبثور، وكلما كان الاحتراق عميقاً كلما كانت البثور سائدةً أكثر، والتي يزداد حجمها خلال الساعات المباشرة للإصابة. ومثل حروق الدرجة الأولى، فإن حروق الدرجة الثانية تعتمد على مدى التلف والضرر لطبقة الأدمة. الدرجة الثالثة وتسمى السماكة الكاملة، فإن الحروق تخرب وتتلف مجمل السماكة للجلد الذي يمكن أن يكون رغوياً أو أن يصبح بنياً أو أسودا أو أبيضاً أو أحمراً. لا يوجد في هذا النوع من الحروق ألم، لأن مستقبلات الألم قد زالت مع ذهاب طبقة الأدمة التالفة. كذلك تُتْلف الأوعية الدموية والغدد العرقية والغدد الدهنية وبويضات الشعر في الجلد الذي يتعرض لهذه الحروق ذات السماكة العالية. كما أن خسران المحيط المائع واضطراب عمليات الأيض المصاحبة لهذا النوع من الحروق تكون خطيرة.'' وهذا التعريف في حد ذاته يثبت ما لهذه الآية من إعجاز، ذلك أن طول بقاء الكافرين في النار، سوف يؤدي إلى انتقال الحروق من الدرجتين الأولى والثانية شديدتي الألم إلى الدرجة الثالثة، وهي السماكة الكاملة، حيث تحترق جلودهم بالكامل، وهو ما تدل عليه كلمة نضجَتْ التي تعني لغويا: نَضَجَ اللحم قديداً وشواءً، (والعنبُ والتمر والثمر، ينضُجُ نضجاً: أي أدرك). وهذا معناه أنه لم يعد مؤلما، والله سبحانه وتعالى كتب على الكافرين عذابا دائما، لذلك يبدل جلودهم حتى يستمر عذابهم متواصلا جزاء ما كفروا به وهو الحق منزل من عند الله سبحانه وتعالى
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|