مرحــبا بكم مليون |
ســحر بلاغــة الضـــاد، شــعرًا، نثــرًا رحيقٌ وفيرٌ من مشاعر القلب، نثرًا وشعرًا بليغًا، يبقلم العضـــو |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
أوقاتٌ عَصِيبة
.".
أُغنيتُكِ تُخفِي فِي مَداها زَنابقَ الصَحراء حتَّى أنثُرَ مَا بالأوداجِ مِن أوقاتٍ عَصِيبة أُثنِي عَلى ثَوبكِ وَ جَسدُكِ المُشتهى عَلى كَتفِ الصَباح أتُوهُ فِي العُبورِ إلى اسمكِ كَالأحياءِ القديمةِ الضَائِعةِ بأصواتٍ تَلبَّدتْ خلفَ قِببِ مَنازِلها , قدْ أشرقَتْ الشمس وَ سَارتْ عَرباتُ الجُوري شَرقاً خلفَ مِساحاتٍ حَجريَّة , للقهوةِ أنْ تُغلى عَلى نِيرانٍ تَتلظَّى بِخيالِي , للأسرارِ أنْ تَمُرَّ للصباحاتِ الفَيرُوزيَّة , أنتِ المَاء وَ ضَجَّةُ القَلب وَ خَشية وُقوعِ حَربٍ بَينَ نَبضاتِي وَ أنتِ المُنتصِرة , وَ ذَلكَ الحَسّونُ القَادمُ فِي غَيرِ مَوعدهِ يَعكسُ التَاريخَ كَما لَوْ لمْ أعتقِدْ ذَلك ! / وَ من صَوتكِ أبدأ بكِ : كَمْ تعلمِي أنَّني أشعلتُ شَغفِي أمامَ صَوتكِ الذِي يَحتلُّ سَمعِي كإنسكابِ الأوركيد فِي كُؤوسِ الَهوى , مَا عَبثتُ بِذراتِ الهيدرُوجين كَاليوم , أينما وَجهتهُ داعبتهُ بِالماء لأُصَيِّغَ الوَطن بِكتلةٍ من الحَياةِ وَ بعضاً مِن أوجاعِ الحَنِينِ إليكِ , لا أُريدُ شِتاءً يَشفقُ عَلي وَ لا رَبِيعاً يُهديني وَردةً تَكبرُ يَوماً خلفَ يَوم , تَعالِي لِنلاحِقَ العَصافِيرَ وَ نُحضِرَ حبَّاتَ القمحِ وَ عِيداناً للمُوسِيقى , لِنعشقَ بَعضنا البَعضْ - لِنترُكَ أرواحنا جِسراً للشَوق , أقِيمي وَصلكِ وَ لمِّي فَوضويَّةَ احساسكِ , وَ أطعمِي أطفالَ الحَي , أُتركيني بَينهُم كلونٍ يَحُولُ بَينهم وَ يُبهِرَ ظَهِيرةَ آبرِيل , هَذا العطشُ جَاهزٌ للغرقِ بكِ , يَجئُني مُتأخراً كوردةٍ تأخرتْ عن انفتاحِ مَهرجَانِها , وَ بعدَ الغُروب أَلقِي نَظرةً إلى صَدري تَجدينَ غَابةً مَبتورةَ الأشجار / مَكسورةَ الأغصان / كأنَّ الجُلنارَ تَركَ أرضهُ لهِيبةِ المَوت , وَ لا أودُّ أنْ أدخلَ إلى عالمٍ غَنيٍّ بِطلقاتِ الأسَى , دَعِيني لِصوتكِ أوَّل نِداءٍ إلى المَطر فأنا فَقيرٌ من دُونكِ و إنَّهُ لشيءٌ يَجبرُ تَعبِيري وَ لا يَخذلُ كَلماتِي فالوقتُ أسرعُ من ثَانيةِ الحُزن , فأنا سَوفَ انتهزُ كُلَّ تفاصِيلِ وَجهكِ لأزرعَ الفُلَ وَ الياسمينَ فِي مَدينتكِ , إنِّي انفصلُ عَن فَصلِي وَ أحتلُ مَرتبةً لحظتُها أنْ أوزِّعَ نَبضِي على درجاتِ الأمانِي , لا تَعلمي كم يُولدُ لديَّ من أُمنيةٍ لأدفِنَ وجهِي فِي صَدركِ لأسمعَ القلبَ يَتحرشُ فِي وَجهِي بِكلِّ وِحدتهِ , ليتكِ تَشتري لي حبَّاتَ اللوزِ الخَضراء لهذا اليَوم , ! أنتِ العُصفورةَ التِي تبدأ عندَ أناملِ الضُحى وَ الفراشةُ فِي يَدي / تُرفرفُ سَعادةً / وَ تقفُ على عُنقِ سَبَّابتِي , لا أودُّ أنْ أرسِلَ لكِ مَخطوطاتَ الغُربة بِالتشبيهِ التَعِيس وَ لا تَثقِي بأوراقِي سَريعاً فأنا أثقُ بِالذُبول وَ أبتسمُ لكلِّ أمراضهِ , أنا زُجاجةٌ رَشقُوها ليسَ عَلى صَدرِ البَحر بَل لِرئةِ الصَحراء حيثُ الشَاي وَ الحَطب لعودٍ تَهرأ نواحاً ! / فِي دَمكِ أُعجوبةً للعِيد , تَشدُنِي للرحيلِ إليكِ وَ لأ أتبعُ الحُب وَ مَعناهِ المُتزنْ بَل أدخلُ إلى حَدائقهِ وَ أُعطيهِ مِقعداً خَشبياً للإتكاءِ عليهِ .. كُلَّما احتجتُ الانتظارَ كنتُ سَيّدَ مَكانِي وَ قِطعةً بَاردةً على تَقاسيمهِ , لِعلمكِ لمْ استغِلَّ وُجودكِ جَيّداً / كُنتُ قد استعرتُ كِتاباً بهِ من الفلسفةِ تَكفِي لنصفِ قَرنٍ آخر , وَ أقلقُ من بوحٍ / رُبما يُفسِقُ زُهورَ النَرجِسْ , أُريدُهُ بَسِيطاً كَخِفَّةِ مِقدامكِ , ثُمَّ هَاتِي شَعركِ لأستخدمهُ لعلاجِ رِئتي بهِ من الزُهورِ المُستخلصة وَ الطَبِيعيَّة التِي تَستهوينَنِي جِداً ! / أحتاجُ إلى ثَلاثِ دَقائقٍ أُخرى قَبلَ نُهوضِ الألم وَ كَسْرةِ الوَجع على عَيني , اطمئنِي فأنا أتنفسْ , لمْ أرحَل بعدْ , إنَّ دفاتري البَيضاء كَسحبٍ بَيضاء تَرزُقني مَطراً وَ تُلقِي الندى على قَسماتِ لُغتِي .. وَحدكِ القَصِيدة التِي تُكملُ شَطرها حيثُ الشَاي الخَالِي مِنَ السُكَّر , وَ أسفلَ المَظلةِ نَجتمع لنصنعَ جُملاً نَظِيفةٍ مِن تَلوثِ الصَمتْ , وَ كنتُ أرسمُ جَسدكِ المُشبَّعُ بأسرارٍ انبعثتْ من فُسحةِ قَلبكِ , وَ فِي عُنقكِ رَائِحةَ الوطنِ الجَاف , وَ كيفَ حينَ أهبطُ عَلى سَطحِ نَهديكِ ؟! عِندَ حافَّةِ النَثر .. أُقلِّدُكِ طَوقاً وَ مِرسالاً حَزِينا أُهديكِ سَطراً سَجلَّهُ غِيابٌ استهوَى دُموعِي وَ إنَّ تَثاؤُبَ الغِياب .. يَتمادى فِي عَادتهِ نَهاراً أُصرخِي يَا حَبيبةَ المَطر وَ أحِيكي ضَياعِي حِينَ التلاقِي لنْ أكونَ كالغَيمِ الذِي يَحتضنُ آلافَ حبَّاتِ المَطر وَ لا طَيفاً يَرقصُ على سَقفِ السمَاء لا رِوايةً وَ لا صَحِيفةً بلْ قِراءةً مِن وقتٍ دَقِيق .. اصطادُ مَركزاً للحرف اخْتلطُ بَينَ المَشاعرِ النَابتةِ من بُؤرة الشَوق فلا أجِدُ سِوى ضَوءٍ مَعطوب وَ غُصنَ شَجرةٍ يَصطدمُ بهِ الزُوار ! أطلقِي فَراشاتَ البَياض .. لتدخُلَ إلى جِيبي وَ تَخرُجَ كَالمُوسيقى اجمعِي قَوامِيسَ العُمر خِلالَ دَقيقةٍ بلا تعبٍ خَبئِي رَائحتكِ بَينَ أناملِي .. لأستخدِمَ حَالاتِ السَهر لأُحلَّ الأحاجِي وَ أعبثُ بِمسَاماتِ الأوكسجِين لا أُريدُ لُفافةً أوْ نَبيذاً بَل رَغبةً تَأخذُنِي إلى حَقيقةِ كَونكِ لا تَضعِي استفهاماتٍ وَ لا تَحكُمِي ابتسمِي .. لأُدِينَ بِخلابةِ هَذا الثَغر وَ حِينَ يَقبِضُونَ عَلي أضحكُ كَثِيراً ! + مَتى سأسافِرُ إلى ذِراعيكِ ..؟ لأغرِسَ اليقِينَ قَبلَ قِصصِ الوَداع ..! + وددتُ أنْ أكونَ مُمتناً قبلَ ازدحامِ الفَراغ وَ بِالكادِ وَهبتُكِ ثَوباً .. لأراكِ فِي آخرِ نِصفِ دَقيقةٍ فَقطْ لا أعلمُ لما أسبابَ الذُبول تَرسخُ فِي سَاعاتِ , تَقلبُنِي عَلى تَصيُّراتِ السُكرِ وَ الحَامِض وَ عِندَ الانتمَاء / أُجَرُّ من أوَّلِ شَجرةٍ حتَّى آخرَ وَرقةٍ لأجتمِعَ مع أحلامٍ ضَئيلةَ المَعنى , مَا خَبئتُ قَصائدِي إلا خَوفاً أنْ تَتمايلَ على جَسدكِ الحَليبي , مَا كانَ لِي رَصيفاً يا امرأةً بل مَنفى مُرصعٌ بِظلِّي فَقط , كنتُ أنا و الصمتُ نَعبرُ مَسافةً مِئةَ مِترٍ فَقط ! وَ حِينَ أُعاتبُ ضِيقَ السنتيمتراتْ , أشغلُنِي بِالرسمِ لعلَّنِي ألفتُ انتباهاً مَا عن امرأةٍ تَشبهُ عُلومَ الكِيماءِ فِي عَقلِي ! / صَباحُكِ خَريفٌ وَلا أعلمُ إنْ كانَ وَقتِي يَحتاجُ إلى أنْ انساكِ , وددتُ قُبعةَ رأسكِ لأني بِحاجةٍ إلى النَوم , لا أودُّ أنْ أقطعَ كَهرباء الحَرف وَ عليَّ أنْ استقِرَّ على أمرٍ مَا . هُنا مُجردُ ضَجةٍ تَسللتْ من ثُقوبٍ ضَيّقة , وَ الهَواءُ سَيّدُها حتَّى اجتاحتْ وَسائِلَ قَلمِي وَ خطفتْ فَصلاً مِن حَطبْ , وَرقِي لا يُباعُ كالخضرواتْ , وَ ذاكَ الكُرسِي مَصنوعٌ بيدِ جَدِّي , لا أملكُ زُجاجةً من العِطر , ولا رقعةَ شَطرنجٍ أتسلَّى مع تَوأمِ الرُوح , لا دِيواناً أقرأهُ كَذلكَ لا حَائطاً أرسمهُ كَيفما أشَاء , حتَّى مَوقدَ نارٍ لأرميهِ بحبَّاتِ الكَستناءِ سَعادةً ! , أنا مُرتوى من نَهدٍ عَظِيم , فررتُ من طُفولةٍ كنتُ على وَشكٍ أنْ أُحِبَّها , رَكضتُ فِي حروفِ المُراهقةِ مَا يَكفِيني , تناهزتُ بَيانَ الشَبابِ حتَّى كنتُ غُصناً لا يَكسرهُ سِوى خَالقهِ , لا أريدُ أنْ أتقدَّمَ خُطوةً للخلف , بل خُذونِي لأكملَ شَيبي رُويداً رُويدا , رُبما أُزاحِمُ عُودَ الغِناء بِمصباحٍ صَغِير لأشهدَ عُقدةَ أبجديتِي وَ رُغمَ الذُبول أشتري لي خُرافةً من عَجوزٍ مَا حتَّى أشتهِيَ مِلعقةً من حَكايا المَاضِي القَدِيم لألهِمَ الرُوحَ بحواراتٍ عَظِيمة , وَ الْـ يكن ظِلِّي هُوَ عُكازي على فِراشِ الأرض , حتَّى أقرأ الغد بِذكرى اشتريتُها بأعوامِي العَتِيقة , ما ارتدى الحَرفُ سِوى أعشابٍ جَمعتها مِن غَفوةٍ كادتْ تُدانُ للركلِ إلى كَوكبٍ مَوقوتٍ بالرَحِيل , أمَّا أنتِ سَردتُ لكِ عَبرَ اليمامِ أُقصوصةً تَرقدُ بِقربِ قَافيتكِ ,, لا تُرخِي شَغفِي بينَ أطفالِ الفُلِّ / لا تَكتبي مَوعداً لِي , فأطواقُ الرحيلِ جَريحةً بِوصفهَا النَازِحْ . + خِتاماً : رُبَّ وَطنٍ يَضُمنا بـ مَوتهِ / حياتهِ / وَجههِ / لحظتهِ الأخِيرة |
2018-11-11, 08:47 PM | #2 |
|
()
كُل هذه الاوطان تفتح ذراعيّها لِحبيبة غلبها السَهر .. تطلع صَباحاتها على حرفٍ نبضه قلبك لأجلها ونزفه حبرك فإقرارك بانتصارها تعدّه السنون و تتخطاهُ اقدام الغربة بِفنون وطُرق شتى كم أخذني الحنين لديارٍ ورجل حطّ سقفه فتجاوزنا الظل ونحنُ ننتظر لا تبتئس عصافيرُ الحب حاضرة وكثيراً ما رف جناحها م.عبدالله آل يونس أغدقتنا بفيض أدبك ، لله درك تقييمي واعجابي |
|
2018-11-11, 09:43 PM | #3 |
|
نص زاخر بادب المعاني
امتعت اارواح برونق الكلم هناااا شكرا ولك الفرح.. |
|
2018-11-11, 10:00 PM | #5 |
|
الأديب المتألق : م . عبدالله ، أنت مهندس كلمةٍ بارعٍ ، تجيد انتقاء المعاني بحذاقة ، وتأتي بصور بلاغية لا يستطيعها سواك . أجدتَ ، وأبدعتَ ، وأمتعت . |
|
2018-11-11, 10:46 PM | #6 |
|
للهِ درك م . عبدالله
منذُ مدةٍ لم اقرأ مثلِ هذه النصوص المُترفة ! حرفٌ مخمليّ لا يمل من قِراءته إستمتعتُ بقرائتي لِحرفك و سُعدت جدًا بتواجدي فِي متصفحّك وددتُ لو أكتب المزِيد لكن ؛ تخرس الأحرف أمَام هذا الجمَال ! سلمت وسلم قَلبك لِروحك اليَاسمين . |
|
2018-11-11, 10:59 PM | #7 |
|
النوتة الخاصة بك
كما الفراشة احساسي تنقّل مع احساس حروفك منيت بعطائك لها كأن ما في جعبة قلبك فقط اسماً و احلاما تعلقت بها غير الامنيات التي تركتها معلقة كما قلادة في صدر الايام و في ختام النص دعوت الخريف لكوب من شايك المعتق بالمساءات القديمة . ابهرتني بالفعل . ممتنة ........ |
|
2018-11-11, 11:13 PM | #8 |
|
_
- انا بلغ حرفي الحلم بعد هذا النص ما وجدتني الا مندهشة ما بين لينكَ و عبرة بعد كل كلمات الحب التي كفتها و وفت عمراً كاملاً من عمرها يصبح الضوء خافتاً و يصبح الحلم ك ورقة خريف انت مبدع بكل معنى الكلمة لو ان السطور تفتح منبعاً من الحديث لا يكفيني. مذهل و نص مهذّب . تقييمي _ __ |
|
2018-11-12, 01:06 AM | #9 |
|
رائع يا اخى رائع
عمق لا يصل اليه الا انت اخذتنا معك .. صدقا الكلمات هنا عاجزه ف اقبل الورد ل يحاذى بنانك تحيتى |
|
2018-11-12, 10:08 AM | #10 |
|
حروف يخشع لها الورد لرقتها
انك تكتب تفاصيلا اغرقتني في لج بحرها وصلت ظلماتها و ابصرت نورها و عانقت مدائنها ليلا نهارا ما اغبطني امام حرف كهذا تهدأ معه نبضتي وتثور امامه نبضاتي . م.عبد الله .. تستحق القراءة و التمعن .. لروحك الجوري |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|