مرحــبا بكم مليون |
منقـــول كــل أصــــــــناف الأدب خواطر نثرية - قصائد نثر - رسائل - مقالات - أشعار وقصص .. الخ .. مما راق لكم واعجبكم أثرونا وأمتعونا به |
الإهداءات |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
سبحة جدي....
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان جدي رجلا هادئا ووقورا...صوته الهادئ يخرس الزلازل في مهدها . عندما تراه واقفا تحس أن الجبال وهبته شموخها... دائما يرتدي سلهاما أسودا يضفي عليه كل حيرة و رهبة الليل ... قراراته لا تناقش كقوانين وزارية في دولة عربية... كنت دائما أتسال كيف يصبح أبي و أعمامي بقسوتهم و طباعهم الحادة كالحملان الوديعة أمامه كان جدي ميناء من الحنان ... لكن خلف أسواره المنيعة...عيناه بحران من الدموع... تحت بحوره العميقة. كنا جميعا نركب سفينته باطمئنان فالربان محترف و البحر وديع. عندما يحضنني أحس أني أسبح في كوكب من السكينة و الاحتواء. اذا سألتني ماهي الرجولة؟ لأجبتك هي جدي . السبحة هي صديقته الوفية... كنت دائما أرى يده تسبح وسط صدفاتها وشفتاه تهمسان بإيقاع منتظم مع حركة يده. ليلة الخميس هي اللقاء الأسبوعي لدرسه الديني . فكنا نجتمع جميعا رجالا و نساء و أطفالا ليفتح لنا نافذته التي نطل بها على العالم الدنيوي و الأخروي. فيخبرنا كيف أن رياح الرذيلة تولي هاربة أمام نسيم الفضيلة... لم أكن استوعب جل مواعظه لكن ذاكرتي كانت تخزن لي كلامه كنملة تخزن الحبوب دون أن تدري أن بعد الصيف شتاء... مات جدي فآفل الربيع احتجاجا ... وانتحرت الخضرة تمردا... صرخ جدار غرفته و بقي الشرخ فاتحا فاه لهول صدمة بقيت موشومة على ذاكرته تحدت الأجيال القادمة عن رجل عاش يوما هنا. أدركت حينها سر اتزان جدتي التي أصبحت منزوية في ركن غرفتها .. رحالة عن عالمنا لتحاكي عالمه... لكن الأيام كانت رءوفة بها فزفتها إليه قبل أن تخلع فستانها الأبيض. رحل جدي و بقيت سبحته المعلقة على الحائط هي الشاهد الوحيد على رحيله فكانت هي الناقوس الذي يرن كلما نسينا أو تناسينا مواعظه و نصائحه... ساعة الزمن لا تنفك عن الرقص ..فلفظتني الطفولة إلى عالم الشباب ورمت بابي و أمي بلا شفقة إلى مجرة الشيخوخة. ذات يوم اختفت السبحة.صرخت بأعلى صوتي ضاعت السبحة.. بحت عنها في كل مكان نعتوني بالجنون وقيل عبتا تبحث. لن تعود السبحة ثانية. خاصم النوم جفوني و أغلقت معدتي أبوابها عن كل زائر. زارني جدي في المنام بياض وجهه و ثيابه اشعر الثلج بالخجل... أسرعت بتقبيل يديه و انا اهجش بالبكاء. ***جدي ضاعت السبحة ***السبحة لم تضع يا بني و لكنها رحلت *** رحلت!! السبحة تأبى مصافحة أيادي ملطخة بدماء الرذيلة; و كلام السماء يرفض المرور من قنوات الصرف الصحي لن تعود السبحة ثانية؟- لا بد للسبحة أن تعود فابحث عنها... ستعود و لو بعد حين; فوردة الفضيلة موجودة لكنها قابعة تحت أدغال من أشواك الخزي و الهوان.. الأشواك متجبرة...و الوردة يتيمة .. و الإيقاعات امتزجت و الأيام تحزمت و رقصت ... و الدوائر استدارت ..ووسط كل دائرة ...دائرة و بين الدائرة و الدائرة تمت دائرة..فلن أجدها اشد أوقات الليل سوادا هي التي تبشر بقدوم فجر جديد .. لا بد أن تعود الفراعنة كثر ..وأصواتهم متجبرة.. وهمس السبحة لا حيلة له أمام دق طبولهم ادا وجدت فرعونا ..فتمة موسى ينمو و يكبر.. فابدأ البحت..ستجدها ولو بعد حين اختفى جدي.. واستيقظت على أدان صلاة الفجر بدأت البحت عن سبحة جدي.. لكني أدركت أن ابدأه بداخلي.. فربما صدفاتها قابعة تحت بحور مجوني ... وغفلتي... مما قرأت لكاتبها : فجر جديد.. |
2018-08-02, 02:57 AM | #2 |
|
هذا الكاتب او الكاتبه
ك أنه يتحدث عن جدى يبدو ان الاجيال السابقه تُشبه بعضها بعضا اخذوا الحكمه والوقار والهدوء والاتزان وحين رحلوا رحل معهم كل شيئ .. ذائقه رائعه يا اميره اسم على مسمى تحيتى |
|
2018-08-02, 03:17 AM | #3 |
|
بوركت يا قدير
أهلا بعطر تواجدك الذي فاح بين السطور بعطر الياسمين وأهلاً بك وبعطاء مشاعرك كل الود لك ايها الراقي:163: |
|
2018-08-02, 10:13 AM | #4 |
|
راحت ايامهم وراح كلشي معهم
بصراحة لا اعرف ماذا اقول سوى انك ابدعتي اميرة بالاختيار واختيارك يستحق التقيمممممممم لمحتواه الثمين احترامي فاكثر |
|
2018-08-07, 11:21 PM | #6 |
|
و تقاطر متصفحك عطرا
وانتشر أريجه في كل مكان ما أجمل بصماتك هنا و كم نحن بشوق للمزيد ودي و لا يكفي |
|
2018-08-14, 02:35 AM | #7 |
|
ذائقه تبث بالزوايا حروف من غيم
للمساحات البيضاء ورود تشبهها . شكراً مغلفه بالامتنان . |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض الكل) الاعضاء الذين شاهدو هذا الموضوع: 5 | |
, , , , |
|
|